غدا اجمل من اليوم

ساظل ارددها وراء الشاعر التركى ناظم حكمت ولن امل**اجمل الانهار لم نرها بعد---اجمل الكتب لم نقراها بعد---اجمل ايام حياتنا لم تاتى بعد** ----فالفيلسوف الالمانى شوبنهور ظل 40 سنة يكتب ويؤلف ولا احد يحس به او يوليه بعض ما يستحق من تقدير واهتمام حتى بعد ان اصدر الجزء الاول من مجلده الضخم**العالم ارادة وفكر**---فكان يمضى ايامه وحيدا صامتا لا ينطق احيانا بحرف واحد ولمدة اسابيع ثم تولاه اليأس من ان ينال ما يستحق من تقدير فتوقف عن الكتابة لمدة 17 سنة متصلة لم يكن يفعل خلالها شيئا سوى القراءة وتناول وجبات الطعام فى المطعم والتحديق صامتا بالساعات فى تمثال بوذا الذى يضعه امامه على المكتب---ثم استعاد حيويته فجأة ونشر مقالا فلسفيا ثم اصدر الجزء الثانى من مجلده---فاذا بالباحثين من كل الانحاء يطرقون بابه واذا بالدعوات تنهال عليه من الجامعات الاوروبية واذا بالاوساط العلمية تلتفت اليه وتضع على راسه اكاليل المجد واذا بالشهرة تفاجئة وهو يقترب من سن السبعين وهو يرقب كل ذلك متعجبا ويقول بعد ان عشت حياتى وحيدا منسيا جاؤا فجأة ليودعونى الى قبرى بالهتاف والتهليل---- وقديكون ما قاله صحيحا-- لكنه صحيح ايضا ان اجمل ايام حياته قد جاءته وان كانت متأخرة بعض الشىء----والحق ان الانسان يحتاج دائما الى ان يجدد حياته من حين الى اخر باشعال شمعة جديدة من شموع الامل فى حياته كلما ذابت شموعه الاولى-- وبالسعى دائما وراء هدف مشروع لا يتخلى عنه-- وبالا يستسلم للاحباط مهما كانت البدايات غير مبشرة ومهما عرقلت الصعوبات والعثرات طريقه---فكل الذين حققوا نجاحهم فى الحياة قد فعلوا ذلك---ولم يقولوا ابدا ضاع العمر يا ولدى --ولم يعد هناك وقت لكى نبدأ من جديد---او لكى نحقق الامال التى طال انتظارها---فالانسان قادر دائما على اكتساب مهارات جديدة فى اى مرحلة من العمر يستعين بها على مقاومة السأم واليأس والقنوط